مراجعة فيلم Thunderbolts: فرقة مارفل الجديدة بين الإثارة والعيوب
مراجعة فيلم Thunderbolts: فرقة مارفل الجديدة بين الإثارة والعيوب
يُقدم فيلم "Thunderbolts" من عالم مارفل السينمائي (MCU) نفسه كإجابة طال انتظارها على مفهوم "الفرقة الانتحارية" الذي قدمته دي سي. فكرة جمع مجموعة من الشخصيات التي يمكن وصفها بأنها "أبطال... نعم، ولكن ليسوا بالضبط أبطالاً بالمعنى التقليدي"، أو لنقل أبطال الظل ومكافحي الأبطال، ليقوموا بمهام خطيرة تبدو واعدة ومليئة بالإمكانيات. فهل نجحت مارفل في تقديم هذه الفرقة المثيرة للجدل؟
فرضية مثيرة وفريق متنافر:
تدور أحداث الفيلم في عالم لم يعد فيه "المنتقمون" موجودين لإنقاذ الموقف، مما يضطر العالم للاعتماد على هذه المجموعة غير المتجانسة. في البداية، لا يبدو الانسجام هو السمة الغالبة على الفريق، فالشخصيات لا تثق ببعضها البعض وتكثر المشاحنات بينهم، مما يجعلهم يبدون أحيانًا غير أكفاء أو حتى غير محبوبين. لكن هذا التنافر المبدئي يمهد الطريق لتطور مثير للاهتمام، حيث يُجبرون على العمل معًا من أجل البقاء، وهو ما يقودهم تدريجيًا للتعاون في مهام أكبر وأكثر أهمية. يرى الناقد أن هذا التطور في ديناميكية الفريق كان أحد الجوانب الإيجابية في الفيلم.
أضواء على الشخصيات:
يلينا بيلوفا (فلورنس بيو): تُعتبر النجمة الحقيقية للفيلم. تقدم فلورنس بيو أداءً قوياً ومقنعاً كالعادة، حيث تتعامل شخصيتها مع آلام الماضي وتُظهر تطوراً ملحوظاً. الفيلم يمنحها مساحة كبيرة للتألق.
الحارس الأحمر (ديفيد هاربر): هو "سارق الأضواء" بلا منازع. يتمتع ديفيد هاربر بحضور كوميدي طاغٍ وتوقيت ممتاز في إلقاء النكات، فهو "يفهم المهمة" تمامًا ويقدم جرعة كبيرة من الترفيه.
جون ووكر/العميل الأمريكي (وايات راسل): يقدم أداءً جيداً، لكن شخصيته تميل هذه المرة أكثر لكونها "الحمقاء" أو الشخصية المثيرة للمشاكل داخل الفريق، بشكل يختلف قليلاً عن ظهوره في "فالكون وجندي الشتاء".
الشبح (Ghost) وتاسكماستر (Taskmaster): للأسف، لم تحصل هاتان الشخصيتان على حقهما الكافي من التطوير أو وقت الشاشة، مما يُعتبر فرصة ضائعة خاصة مع الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكانها.
عيوب مارفل المعتادة ونبرة الفيلم:
يعاني الفيلم من بعض "مشاكل مارفل المعتادة" مثل الفكاهة التي قد تبدو في غير محلها أحيانًا، والتناقض في النبرة العامة للفيلم. يشير الناقد إلى أن الفيلم كان لديه فرصة لتبني نبرة أكثر قتامة وجدية، تشبه أفلام التجسس مثل "كابتن أمريكا: جندي الشتاء"، وهو ما كان سيخدم القصة والشخصيات بشكل أفضل.
حتى شخصية الشريرة الرئيسية، فالنتينا أليجرا دي فونتين (جوليا لويس دريفوس)، تبدو وكأنها نسخة من شخصية جيف غولدبلوم في "ثور: راجناروك" من حيث غرابة الأطوار والكوميديا، وهو ما قد لا يتناسب تمامًا مع النبرة الأكثر جدية التي كان يمكن للفيلم أن يتبناها. هذا الشعور بـ "أزمة هوية" للفيلم كان أحد أبرز نقاط الضعف.
الجوانب التقنية والنهاية:
مشاهد الأكشن في الفيلم جيدة بشكل عام وتقدم لحظات ممتعة. ومع ذلك، تصبح المؤثرات البصرية (CGI) ملحوظة بشكل أكبر وجودتها أقل في بعض المقاطع، وهو أمر بات متكرراً في بعض إنتاجات مارفل الأخيرة.
أما بالنسبة للنهاية، فقد شعر الناقد بأنها لم تكن على قدر التوقعات وكانت أقل إثارة (anticlimactic)، حيث انتهت الأحداث بشكل مفاجئ نسبيًا دون تصعيد كبير. شخصية "بوب" (الذي يُعتقد أنه سينتري بناءً على التسريبات الأولية) لم تحظَ بتطوير كافٍ على الرغم من أهميتها المحتملة.
الخلاصة:
في المجمل، يقدم فيلم "Thunderbolts" تجربة ممتعة لمحبي عالم مارفل السينمائي، خاصة مع الأداء المميز لبعض الشخصيات مثل فلورنس بيو وديفيد هاربر. فكرة الفريق غير التقليدي وديناميكياتهم المتوترة تقدم شيئًا مختلفًا. ومع ذلك، لا يخلو الفيلم من العيوب، أبرزها التناقض في النبرة، والاعتماد المفرط على الفكاهة في غير محلها، وبعض الضعف في المؤثرات البصرية، ونهاية لم ترتقِ للمستوى المطلوب.
إنه فيلم يمكن الاستمتاع به، لكنه يقع في فخ بعض المشاكل المتكررة في عالم مارفل، وكان بإمكانه أن يكون أفضل لو اتخذ مسارًا أكثر تركيزًا وجدية.